والتقينا
والتقينا بعد ليلٍ طال من عُمْرِ الزَّمان
نسيتهُ طلعةُ الفجرِ وجافاهُ الحنان
لِمْ عُدنا ؟!
والتقينا بعد ما فات الأوان ..
بعد أن لم يبقَ من أمسِ سِوَى كُنَّا وكان ..
يوم كُنَّا مِثل عصفورين نلهو ونطير
نتلاقى في ظلال الدوح أو عند الغدير
ونعيشُ الشَّوقَ والأفراحَ والحُبَّ الكبير
أينما كُنَّا نُغني وكما شئنا نسير
يوم كانت هذه الدُّنيا كما شاء خيالي
جنَّةً تزهو بعطرٍ وظلال
ظللتنا وسقتنا من ينابيع الجمالِ
ثُمَّ غبت
أين غابت عن عيوني يا ليالي ؟
لِمَ عُدنا ؟
كيف عُدنا ؟
لأعاصير الرياح
بعدما أوشك أن يغمرني نور الصباح
بعدما أغفت جراحُ والأسى القاتلُ راح
آهٍ مِنْ مَنْ جاء يدعوني لصفحٍ .. وسماح ؟!
لستَ قلبي أيَّها السائل
عن أمسي البعيد ؟!
لستَ قلبي أيُّها الساعي إلى قيدٍ جديد ؟!
ما تريد اليوم .. مِنْ مَنْ خان
ودي .. ما تريد ؟!
يا عنيد أكذا غيَّرك الحبُّ يا عنيد ؟!