طال انتظارك في الظلام ولم تزل عيناي ترقب كل طيف عابر
ويطير سمعي صوب كل مرنة في الأفق تخفق عن جناحي طائر
وترف روحي فوق أنفاس الربا فلعلها نفس الحبيب الزائر
ويخف قلبي إثر كل شعاعة في الليل تومض عن شهاب غائر
فلعل من لمحات ثغرك بارق ولعله وضح الجبين الناضر
ليل من الاوهام طال سهاده بين الجوى المضني وهجس الخاطر
حتى اذا هتفت بمقدمك المنى وأصخت أسترعي انتباهه حائر
وسرى النسيم من الخمائل والربى نشوان يعبق من شذاك العاطر
وترنم الوادي بسلسل مائه وتلت حمائمه نشيد الصافر
وأطلت الازهار من ورقاتها حيرى تعجب للربيع الباكر
وجرى شعاع البدر حولك راقصا طربا على المرج النضير الزاهر
وتجلت الدنيا كأبهج ما رأت عين وصورها خيال الشاعر
ومضت تكذبني الظنون فأنثنى متسمعا دقات قلبي الثائر
اقبلت بالبسمات تملأ خاطري سحرا وأملأ من جمالك ناظري
وأظلنا الصمت الرهيب ونحن في شك من الدنيا وحلم ساحر
حتى اذا حان الرحيل هتفت بي فوقفت واستبقت خطاك نواظري
وصرخت بالليل المودع باكيا ويداك تمسك بي وانت مغادري
ياليتنا لم نصح منك وليتها ما أعجلتك رحى الزمان الدائر
ولقد أتت بعد الليالي وانقضت وكأننا في الدهر لم نتزاور
بدلت من عطف لديك ورقة بحنين مهجور وقسوة هاجر
وكأنني ماكنت إلفك في الصبا يوما ولا كنت الحياة مشاطري
ونسيت انت وما نسيت و إنني لأعيش بالذكرى لعلك ذاكري