طوت يد الفجر ستار الظلام
فانهض و بادلنى حديث الغرام
فكم تحيينا له طلعة
و نحن لا نملك رد السلام
بستان ايامك نامى الشجر
فكيف لا تقطف حلو الثمر
أطرب فهذا اليوم ان ادبرت
به الليالى لم يعده القدر
أتسمع الطير اطال الصياح
و قد بدى فى الافق نور الصباح
ما صاح الا باكيا مهلة ولت
من العمر السريع الرواح
صفا لك اليوم و رق النسيم
و جال فى الاذهان دمع الغيوم
و ردد البلبل ألحانه يقول
هيا أطرب و خللى الهموم
مصباح قلبى يستمد الضياء
من طلعة الحسن و نور البهاء
لكننى مث الفراش الذى يسعى
الى النور و فيه الفناء
انا الذى ابدعت من قدرتك
فعشت عمرى فى حما نعمتك
دعنى الى دناى حتى ارى
كيف يذوب الاثم فى رحمتك
الله يدرى كل ما تضمر
يعلم ما تخفى و ما تظهر
و إن خدعت الناس لن تستطع
خداع من يطوى و لم ينشر
معاقر الكاس و هم سامرون
و قائم الليل و هم ساجدون
غرقى حيارى فى بحار النهى
و الله صاحى و الورى غافلون
أطال اهل الانفس الباصرة
تفكيرهم فى ذاتك القادرة
و لم تزل يا رب افهامهم
حيرى كهذى الانجم الحائرة
فيا فؤادى تلك دنيا الخيال
و كل ما فيها سريع الزوال
سلم له الامر فمحو الذى
خطت يد الاقدار شئ محال