صل يا ربى على المدثر
وتجاوز عن ذنوبى
وأعنى يا إلهى
بمتاب أكبر
فزمانى ولع بالمنكر
درج الناس على غير الهدى
وتعادوا شهوات
وتمادوا
لا يبالون وقد عاشوا الردى
جنحوا للسلم أم ضاعوا سدى
أيكون الخير فى الشر انطوى
والقوى
خرجت من ذرة
هى حبلى بالعدم
أتراها تقتل الحرب وتنجو بالسلم
ويكون الضعف كالقوة حقا وذماما
سوف ترعاه الأمم
وتعود الأرض حبا وابتساما
هو عين الله لولا ضوؤه
لم نر البارى فى شتى الصور
جعل الموت رجاء وبقاء
وغراسا منه لا يفنى الثمر
صل يا رب على خير البشر
الذى أسرج فى ليل حرا
قمرا أزهر من بدر السماء
يقرأ الناس على أضواءه
حكمة الخلق وأسرار البقاء
من إله قد هدى بالقلم
علم الإنسان ما لم يعلم
صل يا رب على المدثر
وتجاوز عن ذنوبى واغفر
وأعنى يا الهى بمتاب أكبر
ليلة المولد يا خير الليالى
والجمال
وربيعا فتن السحر بالسحر الحلال
وطنى المسلم فى ظلك مشبوب الخيال
طاف بالصارى الذى أثمر عنقود سنى
كالثريا
ونضا عن فتنة الحسن الحجابا
ومضى يخرجه زيا فزيا
وزها "ميدان عبد المنعم"
ذلك الحسن حياه الغمام
بجموع تلتقى فى موسم
والخيام
قد تبرجن وأعلن الهيام
وهنا حلقة شيخ يرجحن
يضرب النوبة ضربا فتئن
وترن
ثم ترقص هديرا أو تجن
وحواليها طبول صارخات فى الغبار
حولها الحلقة ماجت فى مدار
نقزت ملء الليالى
تحت رايات طوال
كسفين ذى سوار
فى عباب كالجبال
وتدانت أنفس القوم عناقا واصطفافا
وتساقوا نشوة طابت مذاقا
ومكان الأرجل الولهى طيور
فى الجلاليب تثور وتدور
تتهاوى فى شراك
ثم تستقر جرحى وتلوب
فى الشباك
مثلما شب لهيب
وعلا فوق صدى الطبل الكرير
كل جسم جدول فيه خرير
ومشى فى حلقة الذكر فتور
لحظة يذهل فيها الجسم والروح تنير
وعيون الشيخ أغمضن
على كون به حلم كبير
والمقدم
يتغنى يرفع الصوت عليا
وتقدم
يقرع الطبل الحميا
ورمى الذكر وزمزم
وانحنت حلقته حين انحنى
واستقامت وهوت الطبل نار تتضرم
وصدى ولد لشيخ وترجم
حيث للقطب حضور
وتداعى وتهدم
وينادى منشد شيخا هو التمساح
يحمى عرشه المضفور من موج الدميرة
ندبوه للملمات الخطيرة
شاعر أوحى له شيخ الطريقه
زاهد قد جعل الزهد غِنى
فله من رقع الجبة الوانا حديقه
والعصا فى غربة الدنيا رفيقه
وله من سبحة اللالوب عقد
ومن الحيران جند
وله طاقية ذات قرون
نهضت فوق جبين
واسع رققه ضوء اليقين
وفتى فى حلبة الطار تثنى
وتأنى
وبيمناه عصاه تتحنى
لعبا حركة المداح غنى
راجع الخطوة بطار
رجع الشوق وحنّا
وحواليه المحبون يشيلون صلاة وسلاما
ويذوبون هياما
ويهزون العصيا
ويصيحون به أبشر
لقد نلت المراما
صل يا رب على المدثر
وأعنى وانصر
بشفيع الناس يوم المحشر
الذى يسقى صفاء الكوثر
وهنا فى الجانب الآخر أضواء رقاق
نشرت قوس قزح
من رجاء وفرح
من ربيع فى دحى الليل يراق
ونساق
أنفس شتى وبطء واستباق
وفتاة لونها الأسمر من ظل الحجاب
تتهادى فى شباب وارتياب
قد تحييك وتدعوك بأطراف الثياب
وهى قيد وانطلاق
واضطراب واتساق
إن نأت عنا وأخفتها الديار
فعروس المولد الحلوة جلاها التجار
لبست الوانها شتى أميره
ما أحيلاها صعيره
وقفت فى كرنفال
فوق عرش دونه الحلوى كنوز ولآلئ
من اساطير الخيال
وهى إن تصمت ففى أعينها الوسنى انتظار
حولها الأطفال داروا
بعيون تلمع الألوان فيها وتذيع
وبها من بهجة رفت دموع
لهفتا كم عصفت البؤس بأطفال صغار
وردوا المولد بالشوق وعادوا بالغبار
ويح أٍّ حسبوها
لو أرادوا النجم جاءت بالدرارى
ويحها تحمل سهد الليالى
فى صحو النهار
ربّ أرسلت يتيما
قام بالحق رحيما
قد ذكرناه فهل نذكر من أمسى عديما
وتعشينا وأحسسنا أمانا
وشربنا وارتوينا
ومشينا
وشعرنا بنعاس فى خطانا
وسلام هو لو دام لأحمدنا الزمانا
ومضى الليل ونادانى سريرى المنام
فتركت المولد الساهر خلفى والزحام
من نفوس رجت الرّى
ولم يهمل غمام
فهى ظمأى فى القتام
وبسمعى الطبل دوى من بعيد
كوليد فى دجى الليل وحيد
وبقايا من نشيد
عبرت سمعى طيرا
فى ظلام بشّر الآفاق بالصبح الجديد
والوعود
رب فى موطنى المسلم قد عدنا إليكا
ما اعتمدنا ربنا إلا عليكا
وذكرنا الهادى المختار ذكرى
ملأت أرواحنا طهرا وصبرا
صل يا رب عليه
وتجاوز عن ذنوبى وأغفرِ
وأعنى بمتاب أكبرِ