كل شيء راقص البهجة حولي هنا
أيها الساقي بما شئت اسْقنا، ثم اسقنا
واملأ الدنيا غناءً، وبهاءً، وسَنَا
...نَسِيْتنا، لم لا ننسى أغاريد المنى
علّنا أن تعرف النوم هنا أَعينُنا
ذهب الأمس بما راع ويومي ذهبا
يُسرع الليل فرارًا، من هتافات الربى
وجبينُ الغد يُلقى عن سماهُ الحُجُبا
باعثًا في جانب الأفق بشيرًا مُحسْنا
تسبقُ النور خطاه قبلما يبدو لنا
رُدّ كأسي عن فمي يا أيّها الساقي ودعني
وأفقْ من نشوة الراح ومن حُلْمِ التغني
كلُّ ما مرّ هنا وهم خيالٍ وتمنِّ
حسْبُنا وهمًا، وحُلمًا، وخيالاً، حسْبُنا
أقبل الصبحُ فهل تدري بماذا جاءنا؟
آه من قلبي وما يعتادهُ من ذكرياتِ
أبدًا يشقى بماضٍ من رُؤى الحبِّ وآتِ
لا أنا أسلو أمانيَّ ولا الحظُّ يُواتي
يا نديمي لاحت الشمسُ فقم وامْضِ بنا
فلعل الدهر أن يغفل عن موكبنا