لم يبقَ هنا أحدّ لم يسمعْ ضجتَهم
أبواقٌ تُنفخُ في السورِ ، بكاءٌِ وعويلٌ مقطوعٌ وصهيلُ خيولٍ
شاردةٍ في شارع
أجيالٌ تهبطُ ، أجيالٌ تصعدُ في كل شروقٍ وغروب
وشهودٌ في حلقاتٍ يمضون الى آلهةِ الموتى بقرابينِ الأحياء
فاذهبْ واسألْ هذا النائمَ في سفحِ الجبلِ الشاهق
ماذا تفعلُ في عاصمةِ الشيطانِ هنا؟
أيُّ خرائطَ تملكُها في هذا الطوفانِ ، وأيُّ طريقٍ تسلُكُه
إذ لاعودةَ بعد لآن
إذ كل جسورِك فوق البحرِ طوتها النارُ ، وآثارُك في الوادي
مسحتها الريح؟
قلْ للقابعِ في كهفِه
متروكاً للوحدة والنسيان
إنهضْ لترى وجهَك في مرآةِ الحجرِ العمياء
إنهضْ من نومِك واطلقْ صرختَك المكتومة
صرختَك المرةَ في الأذنِ الصماء